سورة النازعات - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النازعات)


        


{ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23)}
{ثُمَّ أَدْبَرَ يسعى} الإدبار كناية عن الإعراض عن الإيمان، ويسعى عبارة عن جده في الكفر، وفي إبطال أمر موسى عليه السلام وقيل: هو حقيقة. أي قام من مجلسه يفر من مجالسة موسى أو يهرب من العصا لما صارت ثعباناً {فَحَشَرَ} أي جمع جنوده وأهل مملكته {فنادى} أي نادى قومه وقال لهم ما قال، ويحتمل أنه ناداهم بنفسه، أو أمر من يناديهم، والأول أظهر. وروى أنه قام فيهم خطيباً فقال ما قال.


{فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (25)}
{فَأَخَذَهُ الله نَكَالَ الآخرة والأولى} النكال مصدر بمعنى التنكيل، والعامل فيه أخذه الله؛ لأنه بمعناه وقيل: العام محذوف، والآخرة هي: دار الآخرة، والأولى: الدنيا فالمعنى نكال الآخرة بالنار ونكال الأولى بالغرق. وقيل: الآخرة قوله: أنا ربكم الاعلى والأولى قوله: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرِي} [القصص: 38] وقيل: بالعكس فالمعنى أخذه الله وعاقبه على كلمة الآخرة وكلمة الأولى.


{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)}
{أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السمآء} هذا توقيف قصد به الاستدلال على البعث فإن الذي خلق السماء قادر على خلق الأجساد بعد فنائها {رَفَعَ سَمْكَهَا} السمك: غلظ السماء وهو الارتفاع الذي بين سطح السماء الأسفل الذي يلينا وسطحها الأعلى الذي يلي ما فوقها. ومعنى رفعه أنه جعله مسيرة خمسمائة عام، وقيل: السَّمْك السقف {فَسَوَّاهَا} أي أتقن خلقتها وقيل: جعلها مستوية ليس فيها مرتفع ولا منخفض {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} أي جعله مظلماً يقال: غطش الليل إذا أظلم. وأغطشه الله {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} أي أظهر ضوء الشمس في وقت الضحى، وأضاف الضحى والليل إلى السماء من حيث أنهما ظاهران منها وفيها {والأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} أي بسطها، واستدل بها من قال: إن الأرض بسيطة غير كروية وقد ذكرنا في [فصلت: 11] الجمع بين هذا وبين قوله: {ثُمَّ استوى إِلَى السمآء} {أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا} نسب الماء والمرعى إلى الأرض، لأنهما يخرجان منها فإن قيل: لم قال أخرج بغير حرف العطف؟ فالجواب: أن هذه الجملة في موضع الحال وتفسير لما قبلها قاله الزمخشري {والجبال أَرْسَاهَا} أي أثبتها، ونصب الجبال بفعل مضمر يدل عليه الظاهر وكذلك الأرض {مَتَاعاً لَّكُمْ} تقديره: فعل ذلك كله تمتيعاً لكم منه {وَلأَنْعَامِكُمْ} لأن بني آدم والأنعام ينتفعون بما ذكر.

1 | 2 | 3 | 4 | 5